لا يستطيع الإنسان وصف معنى الأم ؛ لأنها هي الجوهر الداخلي الذي يحتفظ به الإنسان داخل قلبه من حب و حنان و عطاء مستمر لها ، حيث يلجأ لها في حالة شعوره بالحزن و الألم لتعطيه اليد الملساء بحنانها و دفئها الذي لم تفارقه حتى اليوم .
من الصعب وصف خيال الأم فهي الماء المتدفق من عيونها ، حيث تروي العطشان الذي يلجأ إليها ظمآن .
عندما يولد الطفل تكون أول كلمة تنطلق من فوهة لسانه هي كلمة ماما ، حيث لا تفارق عيناه عين أمه المملوءة بالحب و الحنان ، أما في غيابها فلا أستطيع إن أصفها إلا بالبئر الجاف الذي لا حياة له و لا معين .
كما للأم أفضال على أبنائها ، فهي إشراقة الصباح و نور النهار و ، هي دفء
الحنان و عذب الأنهار ، هي الرحمة المهداة من خالق الرحمان ، هي نور باهر
من براق الإيمان ، هي المرشد إلى طريق العلم و النور .
قف و انظر من حولك من البشر الذين يعيشون حياة قاسية بلا أم و لا أب ، فهم دائما يحملون التعب و المشقة على أكتاف ظهورهم ، و يعيشون حياة قاسية مؤلمة في حياتهم .
فلو وقفت و تأملت هؤلاء الأشخاص ، لوجدت نفسك أنت في أعلى المرتبات مقامة
و لكنك قد احتجبت رؤياك رؤية الشمس ، فلم تقدر ثمن هذه القطعة الثمينة الذي
تمتلكها عندك .
إذا كنت من الأشخاص الذين يحترمون والدتهم و يقدرونها و يسعون إلى تلبية حاجاتها و يرفعون من شأنها ، فأنت قد ملكت لك بيتا في الجنة و حصلت على
رضا الله سبحانه و تعالى عنك في الدنيا و الآخرة .
أما من عاش في قهر و عذاب والدته في الدنيا ، فلن يشفع له الله في الدنيا و
لا الآخرة ، و لن يعيش في راحة و هدوء لأنه أهمل غصن من غصون الذي وصى
بها رب الرحمان و الملكوت بطاعة الوالدين ، قال تعالى " و وصينا الإنسان بوالديه
إحساناً حملته أمه كُرهاً ووضعته كُرها وحملُه وفصاله ثلاثون شهراً " الأحقاف15
فمن أراد النجاح في حياته ، فعليه رضا والديه أولا ، و السير على خطى ثابتة ، و تلاوة القرآن الكريم ففيه هدى و مغفرة للعالمين ، و من قرأ الدعاء لتيسير الحاجة يسر الله له كل حاجة .